" من الخطأ القول إن علوم الطبيعة تستخدم عمليا المنهج الطبيعي أو المنهج العام فقط، و أن علوم الثقافة تستخدم المنهج التاريخي أو الخاص فقط، لا يتمتع أي من هذين المنهجين بامتياز أو تفوق بالنسبة للآخر... فالواقع لا متناه و لا يفنى. و بناء عليه، فالمشكلة الأساسية لنظرية المعرفة هي مشكلة العلاقات بين القانون و التاريخ، بين المفهوم و الواقع. و أيا يكن المنهج المعتمد، فإن كل واحد يقوم بعملية انتقاء من التنوع اللانحدود للواقع التجريبي.
حلل النص و ناقشه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" يستند كل بحث علمي على التسليم بوجود تمايز بين الملاحظ و بين الموضوع الذي يلاحظه. فالباحث في العلوم الطبيعية هو الملاحظ و العالم هو موضوع ملاحظته.
و إذا كانت العلوم الإنسانية علوما بالمعنى الحقيقي، فإن عليها أن تحافظ على ذلك التمايز مع زحزحته فقط لإرسائه في مجال الإنسان نفسه بحيث يصبح التمايز حينئذ قائما بين الإنسان بوصفه ملاحظا و بين الإنسان بوصفه موضوعا للملاحظة. غير أن محافظة العلوم الإنسانية على هذا التمايز لا يتعدى حدود احترامه كمبدإ. ذلك لأنه إن كان لابد لها أن تقتدي اقتداء تاما بعلوم الطبيعة فعليها، ليس فقط، أن تقوم بإجراء التجارب على الناس الذين تكتفي بملاحظتهم، بل لابد أيضا أن لا يعي هؤلاء الناس أنهم موضوع للتجريب، و إلا أدى وعيهم لذلك إلى إحداث تغيير غير متوقع في مجرى التجريب. و هكذا يظهر الوعي كأنه العدو المستتر للعلوم الإنسانية."
حلل النص و ناقشه
( امتحان وطني.د: يونيو2003.د: العادية.ش: ع.التجريبية الأصيلة).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ