Baitalhikma Bezzanou
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Baitalhikma Bezzanou

Baitalhikma
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نصوص الطبيعة و الثقافة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bezzanou
Admin



عدد الرسائل : 44
تاريخ التسجيل : 12/03/2009

نصوص الطبيعة و الثقافة Empty
مُساهمةموضوع: نصوص الطبيعة و الثقافة   نصوص الطبيعة و الثقافة I_icon_minitimeالخميس 12 مارس - 17:15

" و إذا نظرنا إلى التاريخ نظرة شاملة رأينا أنه يشبه خطا بيانيا يسجل ارتفاع الدول و سقوطها، شعوب و ثقافات تختفي و كأنها في فيلم هائل. و مع ذلك تبرز في تلك الحركة غير المنتظمة...، و تلك الفوضى في البشر، بعض الحركات الكرى تمثل ذروة تاريخ البشرية و جوهره، و هي بعض أنواع من التقدم... لقد تدرج الإنسان خطوة خطوة من متوحش إلى عالم. و هذه مراحل النمو: الأولى، الكلام، تأمل الكلام لا على أنه ظهر بغتة... بل على أنه نمو بطيئ للتعبير المنطوق خلال قرون من الجهد ابتداء من نداء الحيوان للتناسل إلى أغاني الشعراء... الثانية، النار، لأن النار جعلت الإنسان لا يعتمد على المناخ، و وهيأت له محيطا أوسع على الأرض، و جعلت الآلات التي يستعملها صلبة و متينة، و وهبته من الأطعمة آلافا من الأشياء لت تكن تؤكل من قبل... الثالثة، الانتصار على الحيوان، إن ذاكرتنا عظيمة و النسيان و خيالنا شديد العجز، مما لا يسمح لنا بتحقيق النعمة الحاصلة لنا من الأمن من الوحوش المفترسة الضخمة... أما الحيوانات الآن فإنها ألعوبة في أيدينا... الرابعة، الزراعة، لم تكن الحضارة ميسورة في مرحلة الصيد، لأنها كانت تستدعي سكانا دائمين و أسلوبا مستقرا في الحياة، و قد نشأت الحضارة مع نشأة البت و المدرسة ، و لم يظهر بيت و لم تقم مدرسة إلا حين حلت محاصيل الحقل محل حيوانات الغابة أو القطيع طعاما للإنسان..."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" إن تاريخ الإنسان منقسم بشكل غير متكافئ. فقد عاش الإنسان ما لا يقل عن مليون عام و هو يهيم على وجهه في مجموعات أسرية يجمع غداءه من ثمار النبات البري و يصيد أحيانا بعض الحيوان ليأكله نيئا مع أسرته، و كانت معيشته هذه أقرب إلى معيشة الحيوان. ثم هناك التاريخ الثقافي للإنسان، و يشمل الانطلاقة الحضارية الضخمة التي تفصلنا عن بعض القبائل البدائية التي لا تزال تعيش معتمدة على الصيد في إفريقيا، أو القبائل التي تعيش بجمع الغداء من البيئة في أستراليا...
إن النقطة المهمة بالنسبة للتطور الحضاري هي مرحلة البداية و الانطلاقة. و السؤال المطروح في هذا المجال هو: لماذا بدأ التطور الحضاري، الذي جعل الإنسان سيدا على الأرض، منذ فترة قريبة نسبيا و لم تبدأ قبل ذلك؟ فقبل عشرين ألف عام تقريبا كان الإنسان في كل بقاع الأرض التي وصل إليها يهيم و يأكل ما تنبته الأرض أو يصطاد قوته. و كانت أحدث أساليبه أن يظل على مقربة من قطيع متنقل تماما... ثم تغير ذلك قبل عشرة آلاف سنة إذ أخذ الإنسان يدجن بعض الحيوانات و يزرع بعض النباتات، و كان هذا هو التغير الذي انطلقت منه المدنية..."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" تتفق نظريات التطور الثقافي على أن الإنسان - في بداية تاريخه - كان مرتبطا بالطبيعة ارتباطا حميميا، و أنه بعد ذلك اضطر إلى الانفصال عنها تدريجيا. و شيئا فشيئا أخذ يظهر نوع من الخلاف العميق بين اتجاهين فيما يخص تقييم بداية هذا التطور. الاتجاه الأول و هو الأقدم يرى أن الإنسان كان سعيدا في مرحلة الطبيعة و أنه كلما ابتعد عنها فقد بالتدريج هذه السعادة. أما الاتجاه الثاني فيؤكد العكس.
تعتبر الميتولوجيا القديمة العصر الأول بمثابة عصر الطبيعة الذي كان الإنسان يعيش فيه في حالة من المرح بدون نشاط خلاق... و هذه الرؤية الأسطورية تنسب لهذا العصر الأول متعة فائقة في حضن طبيعة رائعة. و بمغادرته لها يفقد الإنسان سعادته بالتدريج. و أفلاطون يذكر هذا العصر الأول على أنه العصر الطبيعي الذي كان يسوده سلام مطلق بين الناس...
و بجانب هذا الميل الأسطوري التأملي لعب عنصر آخر دورا مهما في تطور التعارض بين الطبيعة و الثقافة. و هو إضفاء الصبغة المثالية على الشعوب المتوحشة... فقد كان إضفاء الصبغة المثالية على الشعوب الجديدة التي تم اكتشافها في الأٍراضي البعيدة أداة لتكوين صورة فردوسية عن الطبيعة.
أما الاتجاه الثاني المعاكس فقد حاول تخريب هذه الصورة المثالية. و قد لعب الفيلسوف هوبز دورا رائدا في هذا الباب حيث وصف - بألوان داكنة - عالم إنسان الطبيعة على أنه عالم تخربه" حرب دائمة لكل الأفراد ضد كل الأفراد". و في هذا العصر لا توجد صناعة، و لا نقل، و لا زراعة، و لا معمار، و لا فنون... و حياة الناس في هذا العصر حياة "منعزلة، فقيرة، شريرة، عنيفة و قصيرة."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://baitalhikma.rigala.net
 
نصوص الطبيعة و الثقافة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تمارين الطبيعة و الثقافة
» دروس الطبيعة و الثقافة
» نصوص مجزوءة الفلسفة
» نصوص مجزوءة الانسان
» نصوص فلسفية :الــشــخــص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Baitalhikma Bezzanou :: جدع مشترك-
انتقل الى: